السياسة الأمريكية وخطرها على السلم العالمي

وقــال النهــر ....... السياسة الأمريكية وخطرها على السلم العالمي

بقلم : علولة حمزة
لم تغادر الحرب الباردة بعد رأس بوش والمحافظين الجدد فها هي الولايات
المتحدة الأمريكية تعيد نشر الصواريخ البالستية في أوربا الشرقية تحت
ذرائع وحجج واهية تخبئ ، وراءها أهدافاً عدوانية غايتها وضع روسيا
الاتحادية تحت رحمة مظلتها الصاروخية في محاولة منها لابتزازها سياسياً
وإخضاعها للإرادة الأمريكية كما فعلت مع أوربا.

وتبدو تفاهة الأسباب التي ساقها جورج بوش لتبرير تلك السياسة من خلال
ربطها بما سماه البرنامج النووي الإيراني الذي يدعي إنه يشكل خطراً على
أوربا وروسيا الاتحادية لقد وصل الاستهتار الأمريكي بالسلم العالمي حدوداً
لايمكن السكوت عليها وهذا يتطلب جهداً دولياً مكثفاً للحد من السياسة
الأمريكية التي تريد العودة بالعالم إلى أجواء الحرب الباردة التي عانت
البشرية منها كثيراً وأدت إلى صراعات وتوترات تركت آثاراً كارثية على
العالم كله بما فيه أمريكا ذاتها . لقد أفسدت السياسة الأمريكية التي
يحكمها منطق القوة العلاقات الدولية وغيرت المزاج السياسي للكثير من
الشعوب ولعل اخطر مافي الوضع الراهن أن أمريكا لم تعد تجد حرجاً من
التهديد باستخدام القوة بوجه أية دولة تحاول أن تقف في وجهها دفاعاً عن
مصلحتها الوطنية إن الراهنية الدولية تطرح السؤال التالي وهو ماالعمل
لمواجهة هذه الحالة المرضية في الوضع الدولي الذي يسير بهذا الاتجاه
الخاطئ والجواب هو أن على دول العالم أن تدرك ان الخطر الامريكي لا يستثني
أحداً من شروره فالكل على لائحة التغيير وبحسب مايلائم من الظروف ويتوفر
من المعطيات وكذلك شكل الاستجابة الدولية وردود الفعل هنا وهناك . لقد قال
ذات مرة رئيس وزارء بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل :
إن الإمريكان يتخذون القرار الصائب بعد ان يجربوا كل القرارات الخاطئة ،
والسؤال الذي يطرح نفسه الأن إلى متى ستستمر الإدارة الإمريكية الحالية
باتخاذ مثل هكذا قرارات وهل يتحمل الوضع الدولي المزيد من الأخطاء وهل
تحول العالم إلى حقل تجارب للسياسة الامريكية التي يبدو للمتابع لها أنها
كادت ان تصل إلى نقطة اللاعودة من خلال ذلك العناد الذي يبديه راسمو تلك
السياسة القابعون في ردهات البيت الأبيض غير مكترثين بالرأي العام
الأمريكي أولاً والرأي العام العالمي ثانياً الذي تحرك في أكثر دول العالم
مندداً وشاجباً لتلك السياسة التي لم تعد شأناً داخلياً أمريكياً بل تمس
كل شعوب ودول العالم نظراً لما تملكه أمريكا من إمكانيات اقتصادية وعسكرية
ومكنة إعلامية هائلة ونفود سياسي كبير من خلال توظيف تلك الإمكانيات . إن
الخطوة الأولى في مواجهة ذلك تكمن في استشعار ذلك الخطر ومن ثم تشكيل
تحالف دولي سلمي لمواجهته عبر المنظمات الدولية والإقليمية وعبر الاتصال
الدولي المستمر وخاصة المنظمات الأهلية الموجودة في كل دول العالم وفي
أمريكا تحديداً وتوعية الرأي العام الأمريكي بأخطار تلك السياسة عليه خاصة
وأن حالة من الكراهية بدأت تتشكل عند الكثير من شعوب العالم جراء تلك
السياسة على الرغم من ان الإدارة الأمريكية حاولت تأجيج مشاعر الخوف
الجماعي لحشد رأي عام أمريكي لدعم تلك السياسة بذريعة مكافحة الإرهاب
والذي يدعو إلى التفاؤل ان الشعب الإمريكي بأكثريته بدأ يتذمر من ذلك
السلوك مما حدا الكثير من الكتاب والمفكرين بالتنديد بتلك السياسة ووصفها
بالجنونية وهذا ماجاء على لسان. أستاذ القانون الدستوري بجامعة يال جاك م
بالكين حيث يقول : يواجه العالم اليوم رجلاً قوياً مدججاً بأسلحة الدمار
الشامل ويتصرف بسلوك عدواني معربد لعله سيغرق العالم بالدم ويؤدي به إلى
الفوضى هذا الرجل الفظ المتعجرف المهووس بالقتل والقتال هو حقاً اخطر شخص
على وجه الأرض والمشكلة أن اسم هذا الرجل هو جورج دبليو بوش وأنه رئيسنا
.‏

» أمراء السياسة العربية