وشــــــــاة الـــهـــــــــوى

وشـــاةُ الـهـــــوى

أَيا قَلْـبُ لا تَجْـزَعْ مِـنَ الصَّدَمـاتِ

وَ كُنْ جَلِـداً فـي مَوْطِـنِ الغَمَـراتِ

لَعَـلَّ الهـوى يَأْتيـكَ بالفَـرْحِ مَـرَّةً

و يَجْمَعُكُـمْ للعِشْـقِ بَـعْـدَ شَـتـاتِ

عَلِمْـتُ بـأَنَّ الـوَرْدَ فـاتَ بعِطْـرِهِ

فمـاذا يُفيـدُ الفَـرْدَ بَعْـدَ فَـواتِ ؟!

وَ أنَّ اللقـاءَ الحُلْـوَ طـالَ غِيـابُـهُ

وَ لَـمْ يَبْـقَ إلا أَسْهُـمُ الحَـسَـراتِ

تَطولُ ضُلوعـي حَرُّهـا وَ سِهامُهـا

وَ تَرْمي سُمُوماً عِنْـدَ كُـلِّ الجِهـاتِ

فَلَـمْ أَسْتَطِـعْ دَفْعَـاً لقُـوَّةِ حَـدِّهـا

و نِـلْـتُ كثـيـراً مِــنْ دَمٍ وَ أَذاةِ

وَ قُمْتُ شَريداً لَسْتُ أَعْـرِفُ مَسْكَنـي

فَقَدْ أَظْلَمَـتْ دُنْيـايَ فـي خُطُواتـي

وَ رُحْتُ أُنادي : " يا هُداةَ الطَّريقِ كَيْـ

ـفَ آتي لَهُ ؟! " ، لَكِنَّهُمْ في سُبـاتِ !

و َلَمْ يَسْمَعوا الشَّكْـوى كَأَنَّـكَ مُذْنِـبٌ

فصِـرْتُ غَريقـاً فـي بُحـورِ جُفـاةِ

خَرَجْتُ إلى سِجْنِ الصَّبابةِ و الجَـوى

لأَكْتُـبَ أَشْواقـي علـى الصَّفَحـاتِ

فَلَمْ يُخْمِدوا صَوْتي الجَريـحَ بظُلْمِهِـمْ

وَ لَمْ يَسْلبوا حقِّـي و نَبْـضَ شَكاتـي

وُشاةُ الهوى كُثْـرٌ ، فـلا تَنْتَبِـهْ لَهُـمْ

وَ مَنْ يَنْشُرُ التَّكْذيبَ غَيْـرَ وُشـاةِ ؟!

تُقابِلُهُـمْ فــي رِقَّــةٍ وَ وَداعــةٍ

بوَجْـهٍ عَليـلٍ مُـشْـرِقِ القَسَـمـاتِ

قَـد انْقَلَبـوا فـي فَـجْـأَةٍ لثَعـالِـبٍ

وَ بانـوا بنـابِ الغَـدْرِ للمُهَـجـاتِ

لَقَـدْ صادَفـوا أُذْنـي بأَبْشَـعِ قِصَّـةٍ

فَلَـمْ يَغْنَمـوا شَيْئـاً مِـنَ الرَّمَيـاتِ

نَجَـوْتُ لأنِّـي واثِــقٌ بغَرامِـهـا

و َ مـا كُنْـتُ يَوْمـاً سامِعـاً لبُغـاةِ

وَ لَكنَّهُـمْ فـازوا بأَعْيُـنِ زَهْـرَتـي

وَ مالـتْ لهـا الأَسْيـافُ بالطَّعَنـاتِ

يَقولونَ أنِّي ظالِـمٌ ، لا أَعـي الهـوى

وَ صاحِـبُ قَلْـبٍ مُـغْـرَمٍ بحـيـاةِ

وَ أَنَّ كَـلامـي مُـغْـرَقٌ بتَصَـنُّـعٍ

و قاموا برَسْمِ البُغْـضِ فـي بَسَماتـي

فَصَدَّقَتِ المِسْكينـةُ الكَـذِبَ الشّـديـ

ـدَ في حَسْرَةٍ ، لَـمْ تَلْتَجـىءْ لأَنـاةِ

قَضَتْ أنَّ حُبِّي كانَ وَهْماً ، فَهَلْ قَضَتْ

عَدالَـةُ قَلْـبٍ أَمْ فسـادُ قُـضـاةِ ؟!

أَيا قَلْبُ صَبْراً ، إنَّ صَبْـرَكَ يَعْتلـي

لئامَ الهَـوى ، فاصْمُـدْ بكـلِّ ثَبـات

** وشــــــــاة الـــهـــــــــوى **